أخبار الإنترنت
recent

يوم من حياة مسافر





كبداية كل يوم مع تنفس الصباح أستيقظ على صوت المنبه الصوتي  بنغمات "العود"، اختيار ينم على طابعي الصحراوي المحب لهذا النوع الأصيل من الموسيقى. أتحسس الهاتف بأناملي لأضيف بضع دقائق لا تتجاوز العشرة لعلها تشفي غليلي وتنسيني دفئ الغطاء وحلاوة النوم في فصل الشتاء.

وما هي إلا لحظات حتى رنَّ  المنبه مرة أخرى، فنهضت على حين غرة وعيناي مغمضتان أبحث باحتراس عن مفتاح الكهرباء بالغرفة لأفتح ناظري على أشيائي المبعثرة (ملابس، أوراق) في مساحة لا تزيد عن العشرة أمتار مربعة ...

ارتديت ملابسي وبدأت أبحث عن صندالي البلاستيكي الذي لم يسلم  من بعثرة الليلة الفارطة وما هي إلا دقائق من البحث برجل حافية تصافح برودة الزليج حتى جمعت وصال الصندال  واتجهت بخطى متثاقلة نحو قنينة الغاز المتواجدة بزاوية المطبخ   لأجدها فارغة فتتهاطل الألفاظ النابية في ذهني تباعا في إشارة منها لبداية يوم لربما لن يمر بسلام .
 لامست الماء البارد باحتشام ويداي ترتجفان من البرد . فليس لي بد، فالصباح باكر وكل الدكاكين مغلقة ... تناولت أغراضي ونزلت أدراج العمارة مهرولاً نحو محلات الأكلات الخفيفة في أقصى الطريق. انتظرتُ دوري لأشتري أكلتي المفضلة في فجر الشتاء .

رفع صاحب المحل ناظره فرمقتني عيناه فتوجه مباشرة نحو الصحن ليملأه بوجبتي المفضلة وهي أكلة سحق فيها الفول ليضاف عليه القليل من التوابل والزيت مع القليل من الفلفل الحار .

احتسيت أكلتي بسرعة وتوجهت نحو الباص لإكمال وجهتي نحو مقر العمل. فهناك  ثماني ساعات من السجن في انتظاري لأحرق يوم آخر وأنثر رماده من تعداد الحياة بروتين أقل مايقال عنه أنه ممل...


                                                      عبد الحق مغراوي

أجيال الدويرة

أجيال الدويرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.