أطلت
بائعة الورود على زقاقنا، وكانت تحمل أكاليل من ورود سوداء حمراء صفراء زرقاء
وبيضاء، أشرت لها بالاقتراب ثم دنت مني بخطوات متثاقلة وكأنها تمر من منحدر جليدي.
قلت لها: ما اسمك ؟ قالت هيام . يا له من إسم جميل يا هيام ، أضفت: ومن منحك هذا
الاسم الجميل ؟ قالت والدموع في عينيها العسليتين : أمي التي لم تلدني ؟ ارتبت و أصابني
صمم لم أعرف كيفية الخروج منه . لكنها كسرت هذا الصمت بضحكة عالية ، مردفة ماذا بك؟
هل أنت أخرس أم أبكم ؟ قلت لها : بل العكس أنا أحاور داخلي وأحاول امتطاء شجيتي
لفهم ملامح وجهك التي تدنوووا مني ولا
تغادرني صباح مساء ، أنت صاحبة الفستان القرمزي التي تبيع الوروود في الشوارع
والطرقات، تبيع السعادة والحب وتجني التعب وألم الوركين. حالك حال زهرة المدائن
تصرخ ليل نهار ولا من مغيث ، ضعي تلك
الوروود جانبا وتعالي ننشد كلمات ينبض بها القلب وتدمع لها العين، نثرت الورود في
الدرج وتراقصت على أنغام مذياعي الصغير
الذي لاطالما كان مشتغلا ﻷنه أنيسي في غربتي وأذني حول بلدتي ....
هشام بوبكري
هشام بوبكري

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire