أخبار الإنترنت
recent

عين العاطي: تراث طبيعي طاله النسيان





     




     تمتاز واحة تافيلالت بتواجد مجموعة من العيون المائية، منها ما هو عذب فرات يسهم في تغذية الفرشة المائية، ومنها ما هو غير صالح للشرب لكنه استشفائي علاجي. منها ما يزال حيا يرزق، ومنها ما نضب وطاله النسيان، ومن أمثلة هذه العيون نذكر: حامات مولاي هاشم، والعين الزرقاء بمسكي، وعين تيفوناسين بكلميمة، وعين العاطي بقصر الدويرة.
        
         ولعل ما كان يميز عين العاطي عن غيرها من العيون هو منظرها الخلاب السالب للعقل، إذ كانت تتجسد على شكل عمود من الماء يرتفع في عنان السماء، عمود مائي ينبعث من باطن الأرض ويندفع تجاه السماء العالية. ويقع الموقع الأثري لهذه العين على عبد بضع كيلوميترات عن قصر الدويرة، وكانت تعتبر من أبرز المواقع التراثية الطبيعية بتافيلالت.

       انبثقت عين العاطي أو العين المعجزة كما يحب للبعض أن يصفها فجأة إلى الوجود عام 1984، وكانت في الأصل عينان: عين في المشرق وعين في المغرب، وأطلق عليها الملك الراحل الحسن الثاني اسم عين العاطي، لكن بعد مرور 34 سنة من الخير العطاء، نضبت فجأة واتنهى أمرها كما بدأ في أول الأمر، وكان عمقها يصل إلى "حوالي 100 متر، و(كانت) تطلق الماء على شكل عمود عال في السماء يصل 6 أمتار."

          صحيح أن مياه عين العاطي كانت تفسد الأراضي المجاورة ولا تصلح كمياه للري أو الزراعة بسبب المعادن التي تتواجد في مكوناتها، إلا أنها مثلت موقعاً سياحيا متميزاً ونقطة جذب للعديد من السياح المغاربة والأجانب، كما أنها تمتاز بخاصية مياهها الاستشفائية، إذ إنها تساعد على الشفاء من بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية، وذلك بفضل مياهها الغنية بالكبريت وبعض المعادن.
         
         لا أحد ينكر أنه كان لعين العاطي الفضل الكبير في إعطاء إشعاع سياحي هام لمنطقة تافيلالت برمتها ولواحة زيز على وجه الخصوص، ولقد تضرر من جفافها المفاجئ بداية شهر يناير 2018 العديد من الأسر التي كانت تمارس بعض الأنشطة السياحية بجانبها.

         اليوم وبعدما توقف صبيبها بطريقة فجائية، لم تستطع الساكنة إخفاء تأثرها وحسرتها الشديدين، خصوصاً وأن الجهات المسؤولة لم تتدخل على الخط للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء نضوبها.





أجيال الدويرة

أجيال الدويرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.