وُلد الشيخ الفاضل ميموني محمد
بن التهامي بن عبد القادر المعروف ب"بابا بن التهامي" عام 1930 بقصر
الدويرة، وعرف الشيخ منذ طفولته بنباهته وذكائه، فحفظ القرآن الكريم على يد ابن
عمه الشاد بن عبد القادر قبل أن يتفرغ إلى طلب العلم.
ولما صار محمد بن التهامي
شابا يافعاً، قرر الهجرة إلى غريس قصد تعميق معارفه ومداركه في علوم القرآن، فوجد
بها الشيخ الطالب موح الذي نهل من علمه ما شاء له الله ذلك، فكان من الشيوخ
القلائل الذين ضبطوا القرآن الكريم حفظاً، وتلاوة، وتجويداً ورسما.
وفي سنة 1958، استقر الشيخ
بقصر العشورية (الجرف) ونذر نفسه لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للناس عموماً
ولطلاب العلم على وجه الخصوص. وكان للشيخ صيت واسع في ربوع منطقة تافيلالت، خاصة
وأنه كان يجيد التلقين والتحفيظ أيما إجادة، فكانت الناس تترك ديارها وتحج إلى
العشورية قصد حفظ القرآن على يده والنهل من علمه الفياض.
ولم يكن الشيخ رجل دين فقط، وإنما كان إنساناً
ونعم الإنسان يسعى إلى قضاء حوائج الناس وحل نزاعاتهم وخصوماتهم، فكان يحن على
اليتيم المسكين ويأدب الصغير والكبير، ويوجه السكان الذين كانوا يكنون له خالص
الاحترام والتقدير إلى فعل الخيرات والتحلي بالأخلاق والقيم النبيلة.
ولما بلغ الشيخ سن 84، توفي بالعشورية
يوم 2 نونبر 2014 ودفن بها، وله إلى اليوم عقب بها: ابنتان (مريم، وعائشة) وابن
واحد (محمد).

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire