من بين أعرق القصور
وأقدمها بمنطقة الرتب هنالك زاوية أوفوس التي تبعد ببضع كيلوميترات شرق قيادة
أوفوس، ويعد مولاي عمر بن هاشم مؤسساً للزاوية بها باعتباره أول شريف علوي سجلماسي
نزل بها.
ينتهي نسب هذا الولي إلى النبي محمد صلى الله
عليه وسلم، فهو مولاي عمر بن هاشم بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن مولانا علي
الشريف بن الحسن بن محمد بن الحسن الشريف القادم من بلاد الينبوع بن قاسم بن محمد
بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن اسماعيل بن القاسم بن
محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن مولانا علي
بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
عاش مولاي عمر بن
هاشم خلال القرن السابع عشر ميلادي، إذ عاصر السلطان مولاي اسماعيل وأخيه مولاي هاشم
بن الشريف مؤسس قصر الدويرة. قدم من سجلماسة واشترى أرض أوفوس وجعل لها حدوداً،
وهي "تفلوضو" و"رحمة" و"رحمون"، و"واد الصفا"
و"غروشن وببرنوص"، و"مكداد" و"ملكى الواد".
ولقد كان من الأولياء
الأخيار والسادات الأبرار، إذ أفنى عمره كله في طاعة الله وقد حج ستة وثلاثين حجة،
ويحكى أنه أنفق نصف عمره حاجاً لبيت الله، بل وكان يصحب معه كل سنة عدداً كثيرا من
الناس يحجون معه وعلى نفقته. أما النصف الآخر من عمره فأنفقه في التجارة بين
المغرب والسودان، وقد توفي رحمه الله بالمدينة المنورة وكانت وفاته في وسط القرن
الثاني عشر.
بعد موته، خلف مولاي
عمر بن هاشم ولدان: الأول هو مولاي علي الذي توفي في حياة أبيه، والثاني مولاي
احفيد الذي خلف بدوره سبعة أبناء وهم: مولاي الشريف ومولاي السعيد ومولاي المداني
ومولاي المهدي ومولاي عبدالله وسيدي محمد ومولاي الحسن، ولهم عقب بقصر زاوية أوفوس
وبمختلف مناطق المغرب إلى حدود اليوم.
ويعتمد سكان زاوية أوفوس
في المعيشة كغيرهم من سكان قيادة أوفوس على الفلاحة المعاشية التي يتأثر محصولها
الزراعي إبان كل فيضان لواد اوفوس، ويبقى إنتاج وتسويق التمور من أهم المصادر
المعتمدة في العيش كذلك.
وتعد دار زاوية أوفوس،
شكلاً من أشكال تجسيد التضامن والتكافل، فهي تمثل ذلك الارتباط الروحي والرمزي
المعروف منذ القدم بين كل مكونات زاوية أوفوس، فهي حاملة للموروث الثقافي والاشعاع الديني. ولقد تخرج منها فقهاء، وعلماء
كالصوصي مولاي عبد الله أول إمام لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.
هذا وقد مثل أبناء زاوية أوفوس بلدهم أحسن تمثيل
في شتى الميادين: في الطب والتربية والتكوين والفن كالفنان الموهوب ببا عشور،
وغيرها من المجالات ولا يزال سكان القصر
محافظين على عاداتهم وتقاليدهم عبر الأجيال إلى يومنا هذا.
ذ. مولاي الصديق عمري علوي

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire