إنه ما بعد منتصف الليل
بكثير.. وما تزال عيوني تراود هذا الضوء الأصفر الباهت .. الذي رسم شكل شباك
النافدة في الحائط المقابل .. وما بين الفينة والأخرى تتحرك وسطه أوراق الشجر كلما
تحرك النسيم... النعاس هجرني وأصبحت أنا وهذا الأرق أنيسين لهذا الليل الصامت..
لم أعد قادراً على ترتيب
أفكاري.. أنا الان في شرود.... بين كثير من الأسئلة التي لا أحمل لأي منها إجابة..
لست أدري ما الذي أصابني.. حتى أنني لا أنام نهاراً.. ولم أحضر مهرجانا.. حتى أبواب
المخازن كلها مقفلة بإحكام... آه ربما نحن على أعتاب سنوات عجاف؟ لكننا مانزال في آخر
سنة التي بدأت قبل خمس سنوات.. لم نزرع فيها حبة.. لكننا حصدنا الكثير والكثير... حصدنا
مؤشرات ملتهبة.. حصدنا ممثلين في قمة الدهاء... حصدنا أرواح أناس ظلموا ويئسوا
فرحلوا عنا... آآآه أيها الليل كل الشعب قد نام .. وأنا في جسمي الآلام... أسألك
بحق أجبني بهمس كي لايسمع النيام..؟؟ لقد كنت شاهداً على صغري ورشدي.. نومي
وأحلامي.. من أنا ومن حرضني على نفسي يا ليل؟؟ لقد كان لي معك اليوم موعداً وأريد
جواباً... لست أهدي فأنا أراك وأرى سوادك.. حقا تود خداعي.. لايهم لست وحدك الفاعل
...حتى البشر هم كذلك.. لم يعد هناك فرق في الألوان.. أنت تلبس السواد .. والبشر
يلبس البياض.. والكل جحيم غامض..
زكرياء بوسحبة

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire