أخبار الإنترنت
recent

عدنان إبراهم : شيخ تحت الطلب




ما أصعب أن يتزامن ظهورك وسطوع نجمك في مرحلة يهيمن عليها اليأس والقنوط في مرحلة أفل فيها نجم السواد اﻷعظم من رجال الدين بالعالم العربي بعد أن كشف الربيع العربي وما تبعه من تحركات سياسية في العالم العربي  وجههم الحقيقي وسقطوا في نفاق أفقدهم شعبيتهم وحطم صورتهم وما نجا منهم إلا القليل.

تكمن الصعوبة هنا في أن عددا كبيراً من الناس سينظرون لك على أنك المخلص وعلى أنك الشمعة التي يجب أن تحترق من أجل أن تنير لهم الطريق. هذا حال الدكتور والمثقف والمفكر الفلسطيني عدنان إبراهيم (ولد عام 1966) الذي خرج من رحم المعاناة، من مخيم النصيرات بغزة قبل أن يغادره ليوغسلافيا لدراسة الطب ثم عرج للنمسا ﻹتمام دراسته و فيها سطع نجمه كداعية إسلامي معاصر و مجددد.

بم يميز عدنان إبراهيم؟

بغض النظر عن المناصب التي شغلها عدنان ونشاطه كفاعل جمعوي متميز وعن كونه داعية متميز وحالة فريدة من نوعها وجب التأكيد على بعض اﻷشياء التي دفعت ﻹنتشار شعبيته كالنار في الهشيم، وعلى رأسها السياق التاريخي، حيث إن عدنان إبراهيم جاء في وقت افتقدت فيها الساحة العربية طاقات أبنائها، وذلك ﻷسباب شتى من بينها موت ثلة من المفكرين مثل مصطفى محمود، وعابد الجابري، ومحمد أركون...إلخ، وانعزال ثلة أخرى مثل عبد الله العروي، وفقدان شعبية آخرين كيوسف القرضاوي عبد الرحمن العريفي.

سطوع نجم دكتورنا تزامن أيضاً مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساعده على الحديث بكل جرأة ودون الخضوع لديكتاتورية اﻹعلام العربي، هذا إلى جانب أسلوبه الفذ، حيث أنه يملك طريقة إلقاء وخطابة رائعين للغاية لا تشعرك بالملل.

قوة عدنان إبراهيم تجلت في تطرقه لمواضيع مثيرة كان مسكوتاً عنها كالفتنة الكبرى وخروج المسيح وصحيح البخاري ...  والحديث في منبره عن شخصيات طبعت تاريخ البشرية جمعاء مثل تخصيصه لسلسلة عن نظرية داروين ونسجه بطريقة خيالية حواراً افتراضيا بين هوكينغ وربه وحديثه عن ماركس، وجيفارا، واينشتاين والبوطي ...

وماذا عن شطحات عدنان إبراهيم؟

بصراحة لا أعلم إن كان العيب في عدنان أم في من علقوا عليه أمالاً أكبر من الازم، فالرجل بدأ ثوريا في اﻷول لكن مؤخرا تغير فيه الشيء الكثير ... عدنان هذا يصدمك في بعض اﻷحيان صدمات لا تقوى على تحملها، فذلك الشخص الذي يتحدث عن حرية التفكير وتقبل الإختلاف هو نفسه الذي يصف ناصر حامد أبو زيد بالمهلوس والسفيه، ومتى يقول هذا؟ قالها بعد وفاة الرجل مباشرة وهو يعلم أكثر منا أن أبو زيد لم يكن في حياته يرد على أي شخص رغم ما عاناه من ويلات النفي فيكافئه الدكتور بهكذا نعوت، ويصف نفسه بأنه يدافع عن اﻹنسان قبل كل شيء مهما اختلف معه في الدين أو العرق أو الجنس ... ثم ما فتئ يصطف من جديد في صف محمد الغزالي ليبرر لمن قتلوا فرج فودة فعلتهم. و لكن ما أقدم عليه قبل شهور عندما ارتمى في حضن ملك السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان كان بمثابة الصفعة التي لم يقوى أغلب متابعيه على تحمله حيث وصفه بعضهم بكونه مدح بن سلمان أكثر مما مدح المتنبي كافور اﻷخشيدي حيث قال على سبيل المثال :

"سمو ولي العهد ينطوي على أحلام كبيرة جدًا للمملكة وحقق ما كنا نحلم به، و اﻹصلاحات التي يقوم بها لم تحدث في أي دولة عربية منذ 100 سنة " ويستطرد قائلا: "من يظن أن السعودية مقصرة في حق الدين عليه أن يعيد النظر في نفسه و دينه."


وخلاصة القول إن هناك قاعدة أصبحت مألوفة إذا أردت أن تعرف ثقل مثقف ما فأمتحنه في مواقفه السياسية و للأسف في عالمنا العربي 99% سقطوا في هذا اﻹختبار سواء كانوا يتحدثون كرجال دين أو كمفكرين أو فنانين ...

                                  

                                                                عمر دحماني



أجيال الدويرة

أجيال الدويرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.